Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


معرض الفنان أحمد معلا
تحية إلى سعد الله ونوس  

 

دمشق – من جمال ربيع:
يقيم الفنان التشكيلي أحمد معلا معرضه الشخصي لهذا العام في إطار تحية للكاتب المسرحي الكبير سعد الله ونوس في صالة أتاسي بدمشق.
وتأتي أهمية المعرض من روح التجديد التي تعودناها في معارض معلا الذي يحوّل العمارة الداخلية للصالة إلى فضاء معرضي بمناخ خاص يقارب المسرح، ويمنح المشاهد فرصة للانتقال من الشارع اليومي إلى طقس بصري ومكاني وموسيقي ضمن مجموعة من العلاقات التشكيلية بالأبيض والأسود0
وصدر على هامش المعرض كراس يتضمن – بالإضافة إلى صور العمل التشكيلي - مقتطفات من حوار للدكتورة ماري إلياس مع سعد الله ونوس، ونصاً للشاعر نزيه أبو عفش وآخر للفنان أحمد معلا.
يقول الشاعر نزيه أبو عفش: "... ربما لأنني لا أثق كثيراً بمن يرجون للأمل أنظر إلى مشروع أحمد معلا الجديد على أنه صرخة تضرّع أخيرة يطلقها الإنسان من علياء كوكب يتصدع. رسالة استغاثة باسلة – ولكنها يائسة- يلقيها، داخل زجاجة ماء، آخر بحّار على سطح سفينة تغرق.
"رسالة استغاثة موجهة سبق أن تلقينا أصداءها الأولى منذ قرون وقرون: من إلياذة هوميروس إلى جحيم دانتي، من حشود ميكل أنجلو المتأرجحة بين وعود السماوات وخيبات الأرض إلى كائنات غويا المطحونة بالعذاب، والحيرة ونفاذ صبر الإنسان.
عمل "أوبرالي" أشبه ما يكون بإلياذة بصرية تنهض في مناخ دانتوي يمزج الجحيم بالفردوس. كرنفال طقسي خلاق يخلط التراجيديا بالتهكم، والقداسة بالإثم، والسعادة بالألم، والعفة بالمجون، والحكمة بالندم أو بالعذاب! مسرح غرائبي يقدم الحياة مشخصة كما في كابوس... حية، غنية، متناقضة، مزرية وعابثة إلى درجة تصيب العقل والقلب بدوّار هو: دوّار الحياة.
"بلى ... مزيج من خيال شاعر وخيال مجنون. قلب مكتظ بهشيم بشر وهشيم حياة (واستغراب كيف أن هذا القلب ظل قادراً على ألا يتهشم أو ينصدع!).
بداية قول جديد، وصرخة جديدة أثق (ولماذا أثق!) أن دويها لن يختنق أو يضيع".
ويقول الفنان أحمد معلا: "نتقاسم جميعاً وسعد الله ونوس – منذ 1958- المكان والزمان والمجتمع والثقافة والأحداث. وإن لم تجمعنا صداقة حميمة في الصورة إلا أن التعاضد يأتي من كم المشاعر والأحاسيس المشتركة، وإيقاعات امتصاصنا للخيبات والمرارات هي تحية لدأب المبدعين وصراعهم في سبيل مشروعهم مع الفن واليأس والمرض والألم والموت، من خلال سعد الله ونوس الإنسان".
فالمعرض الحالي هو بحث تشكيلي خالص مبني على انتماء معلا للإبداع والتجريد، ومحاولة لضبط وتكثيف تجربته التي يعرضها منذ 1988من دون الوقوع في يقين نهائي، ما جعل العديد من أعماله في معرضي 1988و1990 تغص بما يمكن مقارنته بالمشهدية المسرحية. وتكرست هذه المقاربة في بحثه التشكيلي عن الطقس والمكان، الملاذ، في معرضه "ميرو بثلاثة أبعاد" (1994-1995) والذي يتحرك المشاهد داخله لابساً ما خاط له خصيصاً من عباءات ملونة، كاستجابة لرغبته بتحقيق طقس تشكيلي، يحتاجه المشاهد في مناخ يتمثل هذه الروح. وفي محاولة لاستخدام حامل يتكرس عالمياً في الفن المعاصر منذ السبعينات.
وكي لا يساء فهم الفنان أحمد معلا بخصوص علاقة أعماله الجديدة بالكاتب سعد الله ونوس يقول:
"أوضح بأن هذا المعرض ليس قراءة لأعمال مسرحينا الكبير، ولا رسوماً توضيحية لنصوصه، ولا استيحاء من شخصياته، ولا مقاربة لأفكاره. إنما تأخذ التحية معناها من قيمة الأداء المباشر على سطح اللوحة والتقسيمات المنظورية التي تتجاوز فيها أو تتطابق، ومن تجهيز الفضاء المعرضي، واستخداماته الإضاءة والموسيقى وأسلوب العرض، إلى جانب التقشف اللوني، والتفاعل البصري للانسجام والتناقش، ووحدة المجموع التشكيلي والبحثي، والأفق الذي أطمح إليه من الإعجاز "التنصيبي" و"أبعاده الفنية".
معرض "تحية إلى سعد الله ونوس" يحتل حيزاً كبيراً من اهتمامات الأوساط الثقافية في سورية. فالسينمائي السوري عمر اميرالاي يسعى إلى الاستفادة منه في استكمال وقائع فيلمه التسجيلي عن الصراع العربي- الإسرائيلي والذي تشكل حياة الكاتب ونوس ماديه الرئيسية. والموسيقار فواز الجابر قام بتأليف موسيقى خاصة للمعرض ترافق أيام المعرض كخلفية للوحات المعروضة.