Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


مسرح الحياة وفق صياغات تشكيلية متعددة في الأداء  

 

في استبيان بصري مباشر، يعرض المركز الثقافي الفرنسي بدمشق أعمال سبعة من التشكيليين السوريين تترتب تجاربهم في رؤى مختلفة وتلتقي في ثيمة العرض أو ما يسمى بمسرح الحياة كما هو واضح في البروشور الموزع في حفل الافتتاح، وعلى أجندة الأسماء مع حفظ الألقاب: أحمد معلا، مصطفى علي، صفوان داحول، إدوار شهدا، باسم دحدوح، علي مقوص، خالد تكريتي.
فيما يلي مقاربة للمشهد التشكيلي في المعرض:
في العمل المعروض له في فضاء صالة العرض والموقع في العام 2002 يواصل أحمد معلا استكمال مفردات مشروعه المكون أصلاً من مناخات مسرحية بدأت بالتشكيل لديه انطلاقاً من مشهد التنصيب الذي عرضه في صالة الأتاسي في العام 1997، وبحثه المستمر في تقنيات الرمل والكولاج، وتحريره لحالة السكون بين الأبيض والأسود في أعماله المهداة إلى سعد الله ونوس.
أحمد معلا يمسك بامتياز بخاصرة الأساليب المتبعة لديه، وأحد أهم المجربين في مساحات التشكيل السوري.
وبالانتقال إلى مصطفى علي الناشط في بلورة مرجعياته بدءاً بالبرونز والمواد المختلفة وانتهاءً بالخشب، واستحضار تجاربه في (روماوكاريرا) مما أهّله لخلق تيار مواز ٍلأساليب النحت الأوروبي الحديث والمتمثلة (بجياكوميتي وبرانكوزي)، إذ يعمل باستمرار على إعادة تشكيل مادة البرونز ضمن ألياف الخشب في تكوينات تنطلق بالمعادل التشكيلي للنحت إلى بوابات واسعة.
أما فيما يتعلق بالعمل المعروض لباسم دحدوح، والمؤلف من خمسة أجزاء بأحجام موحدة. فإن هذا الفنان الذي يعمل على نحو مخبري يقودنا إلى استكشاف عوالم المادة واللون، وإعادة بعثها وفق صياغات تقنية تتخذ من الجسد البشري مسرحاً لها، وتوحي بحضور مميز للمعاناة الإنسانية في الجسد، وتكثيف مدروس للجانب التقني واللوني في العمل.
وعن استعارات الحلم وأطياف اليقظة في أعمال صفوان داحول يأتي العمل المعروض له واحداً من نتائج التطوير البطئ لأدواته التي تعاني التكرار في غالب الأحيان، سواءً على صعيد التعاطي مع الأمزجة اللونية الضيقة لديه، أو حتى على صعيد المنحى التقني في اللوحة.
لكن إحساس صفوان داحول بأعماله يصل إلى درجة التلاشي والتوحد، فضلاً عن أن نساءه هن دائماً نتاج لعبة الحظ، والأفكار المغلفة بالشرود.
وبالاقتراب أكثر من الأعمال المتبقية، يلاحظ على أدوار شهدا - وهو من أعضاء جماعة حمص التي تأسست في الثمانيات - قلة اعتنائه بالتوازن الهرموني في اللوحة، وإن المسند الأساسي لديه في الرسم يقوم على الارتجال في توحيد جسد العمل في مناخ لا يبعث على التفاؤل والراحة. من جانب آخر يتمثل خالد تكريتي بعمل لا يمت إلى تجاربه السابقة بشئ، وهو يسمح باكتشاف قيم جمالية زيتية في اللون المائي، لكن ضمن أجواء غرافيكية دون أي حوار مباشر مع الموشور المتعدد الألوان. هذا الفنان يعمل عملاً موسمياً دافعاً بأساليبه في اتجاهات جديدة يعيق أي تناول ذهني لأعماله التي تحتوي دائماً على شخوص تعاني في الغالب الشحوب المفرط والشفافية الزائدة.
ولعلي مقوّص في تجربة الثقافي الفرنسي فسحة يمارس فيها بحثه الرمادي في أروقة الطبيعة المخزنة في ذاكرته والمحتجزة في سرد هاجسي يمتد بجذوره إلى أساليب الحفر وتأثيرها الواضح في الشكل العفوي الذي يتعاطى من خلاله مع السطح الأبيض.
أخيراً يعدّ البحث البصري في المعرض، المستمر حتى نهاية هذا الشهر، سابقة ذات محتوى دلالي يغني حركة اللون السوري في بداية الموسم التشكيلي لعام 2003 ولا يمكن المرور من فوقه بسهولة دون الوقوع في شباك الدهشة.
متعب أنزو