Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


انتهت التجربة أما الدروس فتبقى طويلاً  

 

الورشة الفنية مع المعاقين
وضعت يدنا على أعمال مليئة بالحيوية وإمكانية العطاء
 
في تجربته مع المعاقين خلال بينالي الشارقة حرص الفنان د. أحمد معلا على إنجاز تجربة مختلفة عن مجرد القيام بورشة فنية مع المعاقين لإنتاج بعض الأعمال التي تثير الإعجاب في النهاية، ذلك أنه أرادها تجربة إبداعية وتربوية في آن واحد ولهذا عمد إلى أسلوب مختلف في التعامل مع المعاقين تمثل في إنجاز العمل على مرحلتين يتحدث عنهما في هذا اللقاء ويبين أهدافه من التجربة ورؤيته الكامنة وراءها.
وفي البداية يوضح د. معلا: من خلال اهتمامي بتدريس مادة إبداعية هي (الخلق الغرافيكي) في كلية الفنون الجميلة بدمشق _قسم الاتصالات البصرية، حاولت تطوير مناهج تدريس خاصة تمكن طلبتي من الانطلاق بحرية واسعة مرهونة بمعرفة تقنية وذهنية داخل عالم الابتكار التشكيلي ولذلك لم أجد غضاضة في العمل مع أنواع مختلفة من الطلبة ليسوا كلهم من الموهبين فنياً فهناك طلبة يمتلكون أعضاء تستجب بمهارة للمواضيع التي يطرحها الذهن كما يقبلون الاستجابة المباشرة لمجموعة من الأطروحات والأفكار في حين أن هناك طلبة يمتلكون آليات ذهنية متطورة في طرح المواضيع والتصميمات ولكنهم لا يتمكنون من تحقيق فعل تشكيلي موازي وهناك من هم ضعيفون في المستويين.
ويتابع د.معلا: إن هذا يعني أننا نعاني من الإعاقة بطريقة أو بأخرى وقد تكون الإعاقة ظاهرة وواضحة كما في حالة الأطفال الذين عملت معهم خلال الورشة وقد تكون غير ظاهرة فانا على سبيل المثال كنت معوقا قبل يوم واحد من تجربتي مع هؤلاء الأطفال خلال تنفيذي لتجربتي الفنية السابقة داخل أرض البينالي لأنني لم أرسم على مساحات كبيرة منذ أكثر من ستة أشهر وقد تطلب مني العمل في الورشة كما من الحيوية والنشاط اللذين يجب ألا يستنفدا بسرعة من أجل ضبط الإيقاع الداخلي لأن مجرد التوقف عن العمل نتيجة للتعب أو الألم الذي قد يلم بي يفرض على أن أتمكن من ضبط إيقاعي مجدداً، ومن خلال الكثير من الحرفية.
ولم تكن لدي مشكلة حقيقية على هذا المستوى أثناء العمل ولكنني تألمت من إنشداد عضلي بعد ذلك لأنني لم أكن جاهزاً لهذه المهمة لو أنها استمرت أكثر من الوقت المحدد لها فقد غطى الإيقاع الذي رسمت به داخل الغرفة "في الورشة" مساحة قدرها 24 متراً مربعاً ولو كان المطلوب مني ضبط الإيقاع لرسم مساحة 60 متراً على سبيل المثال لما تمكنت من تحقيق ما أردت.
ويوضح د.معلا: أهدافه من العمل مع المعاقين: لقد كان هدفي أن ألفت انتباه هؤلاء الأطفال إلى أن الإعاقة لا تحرمنا من أن ننجز شيئاً يستق الاهتمام ولذلك أضفت لكل طفل من هؤلاء الأطفال الذين اخترتهم إعاقة اصطناعية تمثلت بأن غطيت عيونهم بنظارات لا تسمح بالرؤية وطالبتهم بإنجاز رسوم أو عملية تلوين ودون أن يروا ما يفعلوه وفي لحظة معينة أوقفتهم عن العمل وطالبتهم برفع العائق الاصطناعي ليكتشفوا أنهم تمكنوا من تحقيق صورة ملونة لا تشابه ما أنجزه الآخرون وقد استثنيت من تجربتي الأطفال المنغوليين لأن لهم أساليب أخرى في التعامل مع العمل نفسه فهم يتناولون الأمور بمرح أكبر وليسوا قادرين على إنجاز عملية وعي بما يحدث.
وفي المرحلة الثانية طالبت هؤلاء الأطفال المعوقين الاستمرار في تنفيذ أعمالهم التي أنجزوها أثناء العائق الاصطناعي ولكن دون العائق البصري هذه المرة فاكتشفت أنهم جميعاً قاموا بعملية مصالحة مع ما أنجزوه وهم معصوبو العيون من خلال محاولة الاستمرار في نفس الإيقاع وملء المساحات الفارغة باستثناء واحد فقط قام بإضافة المزيد من المعلومات على ما أنجزه مسبقاً.
وبعد ذلك طلبت من هؤلاء الأطفال رسم بورتريه لي وقد لاحظت أن أحدهم وهو المستثنى نفسه في التجربة الأولى راح " يموّت" إيقاعه الذي كان يرسم به قبل قليل ليرسم بهدوء محاولاً نقل تفاصيل معينة من وجهي لكنني أوقفته وقمت برسم بورتريه استخدمت فيه إيقاعاً سريعاً ليتمكنوا من الإحساس بالثقة على أنهم قادرون على فعل نفس الشيء وهذا ما حدث.
وحول الأعمال التي حصل عليها من هذه التجربة الغنية، أشار إلى أنه "برأيي إنها أعمال قابلة للتأطير وللتعليق في مكان محترم فهي تحمل في تضاعيفها روحاً مليئة بالحيوية والعطاء".
إن أهمية هؤلاء الأطفال الذين تعاملت معهم تكمن في أنهم يستجيبون بدقة لمفهومي عن التشكيل والصورة فأنا أريد التخلص من اللغة من أجل تحقيق عالم تشكيلي أو أسلوب في التعامل مع الكون والمحيط من خلال الصورة والتشكيل وقد كان هؤلاء الأطفال لا يمتلكون سوى عيون ترى وأيدي تنجز إلى جانب أدمغتهم التي كانت ترفدهم ولا بد بأشياء كثيرة إلى جانب محاولتي تشجيعهم طوال الوقت من خلال إبداء رأيي عن طريق قبلة أو ضحكة أو صفقة أو قفزة ولم يكن مفيداً أن أتكلم لأنهم لا يسمعوني.
واجب أن أؤكد – والحديث للدكتور معلا- أنه لا إعاقة أنهم أطفال يمتلكون الكثير والكثير من الإمكانيات يجب الاهتمام بها عميقاً وتطوير الجانب الذي يمتلكونه وعلينا أن نلتفت إلى أننا جميعاً معاقون بطريقة أو بأخرى لأن هذا يخلصنا من مشاعر الشفقة التي نكنها للمعاقين.
حوار: شهيرة أحمد