Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


« أنا ضحية أحمد معلا» !   

 



الخميس, 16 أكتوبر 2008
منى كريم
 
استضاف غاليري السلطان لوحات الفنان السوري أحمد معلا أمس الأول والتي بلغت 11 لوحة مرتبطة بثيمة الحرف/الجسد/اللون. في هذه اللوحات حاول معلا بشتى الطرق أن يجعل من اللوحة مشهداً سحرياً لا يمكن تسميره بقراءة واحدة، فلوحات معلا الضخمة تبدو كعوالم في ذواتها تتفرج علينا لا العكس.
في كل لوحة يبدو معلا ساقطاً تحت حالة هذيان فنية حيث يتعامل مع الأجساد والأحرف بتعريفات أخرى، ويحاول أن يقرأها من خلال الفراغات التي تحيطها لا بالحيز اللوني الذي تشغله. معلا حين يتحدث عن لوحاته يعبر عن قراءته الخاصة مؤكداً على أنه «شخص آخر في المعرض»، ليطرح كل فكرة مرفقة بالتأكيد على أن كل الرؤى مفتوحة أمام اللوحة، لأن الرسم أكبر من أن يحصر بقوانين معينة .. «الرسم بإمكانه أن ينصب الفاعل» على حد تعبيره.
لوحات معلا لم تحمل أية عناوين ولربما ذلك جزء من محاولته في فتح المساحات أمام المتفرج، على الرغم من أن هنالك حبلا سريا رابطا بين هذه اللوحات بشكل واضح ووثيق. في الحقيقة، قراءة معلا للوحات اختلفت غالباً مع قراءات الآخرين، فهو رغم استخدامه لقصائد المتنبي وامرئ القيس وعلاقته الوثيقة مع الحرف والنص بصفة فنية لا نصية، فإنه غالباً ما يلغي الشكلانية الظاهرة عبر النص أو الأشكال ويتجه نحو تفاصيل أخرى ليفلسف اللوحات باعتبارها «توثيقا للحظات إنسانية».
تحدث معلا لـ «أوان» عن اللوحات المعروضة باعتبارها محاولة لتكثيف الهوية الشرقية بشكل مختصر كهوية إبداعية شمولية لا أيدلوجية، ومؤكداً على أن استخدام النص ليس غاية في ذاته بل في الفراغ التشكيلي الذي يخلقه. وأضاف بأنه يستخدم اللحظات والحالات المختلفة ليخلق منها دلالات لونية حيث استخدام في اللوحة الثالثة حادثة الإلقاء بالكتب في دجلة لنجد امتزاج البحر بالحبر، وفي ذات اللوحة ذكر معلا بأن هنالك بُعدا لصورة السلالم الأندلسية!
كما كانت ذات اللوحة بمثابة عمر من الراحة مكتظ بالانطباعية والتقطيع الأفقي المرتبط بالنص مع حركة اللون، هي حالة رقص بآلية عالية. أما في اللوحة الرابعة، فتواجدت فكرة قديمة جديدة في أعمال معلا حيث مسرحة الشخوص واستخدام القطع والتكنيك لخلق توليف بين الأجساد المتواجدة وهي متساوية في أحجامها على الرغم من بعدها واختلافها وهو ما يتخالف مع المدرسة الغربية.
أما في اللوحة السابعة، فنزح معلا لاستخدام ألوان معينة، متيحاً أمامها مساحات أكبر، لتوحي الألوان وحركة الأجساد في اللوحة بطابع نسوي للوحة. ووصف معلا هذه اللوحة باعتبارها «لوحة تتطلب أدرينالين عاليا وسرعة أعلى لمجاراة هذه الانسيابية اللونية .. وكأنني كنت أتصارع ما بين التذاكي العقلاني والبداهة الفنية».
وقد كان جيداً الحضور الذي ملأ المعرض المقام لفترة قصيرة، لتتقدم الحضور السفيرة الأميركية التي لم تنفك تحاول ترديد أبيات المتنبي التي استطاعت التقاطها من اللوحات، كما تواجدت مجموعة بارزة من المهتمين بالفن التشكيلي في الكويت من كتاب وفنانين وجمهور مخلص. هذا ويعمل معلا حالياً على مجموعة من اللوحات المستوحاة من نص «من أنا لأقول لكم» للراحل محمود درويش بعد أن طالت علاقته مع المتنبي.