Ahmad Moualla
Painting| Workshop| Graphic| Photograph| | | Contact info | What's new?
 


الفنان يجد نفسه في اللوحة أولاً وهذه هي الأسباب  

 

 
دمشق_ محمود شاهين:
        الفنان الدكتور أحمد معلا وجه معروف في الحياة الفنية التشكيلية السورية الحديثة درس الفن في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وتخرّج فيها باختصاص اتصالات بصرية في 1981 وتابع تخصصه العالي في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية بباريس وتخرج فيها عام 1987، يعمل مدرّساً في قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بدمشق، وهو عضو في التجمع الفني "5 + 4" الذي انطلق من لشارقة ويضم مجموعة من فناني الإمارات العربية ومصر وسورية، عمل الفنان معلا في رسوم الأطفال التوضيحية وتصميم المطبوعات والملصقات وحاز على عدد من الجوائز الأوروبية، كما أنه يمارس إنتاج اللوحة الفنية التعبيرية، وله نشاطات في تصميم الديكور المسرحي بمعنى أنه متعدد المواهب والإمكانات، وحول ذلك... يتواصل معه الحوار:
·   من الملاحظ أنك متوزع الاهتمامات الفنية التشكيلية، فأنت مصور تنتج اللوحة، وأيضاً تقوم بتصميم ديكورات لمسرحيات ولك علاقة واسعة بالفنون الغرافيكية بشكل عام، خاصة منها فن الإعلان ترى أين يمكن أن نجد الفنان أحمد معلا؟.
ممكن وجوده في المسرح وفي اللوحة وفي التصميم ولكن برأيي الشخصي المكان الأكثر دقة لوجود الإنسان الفنان هو "اللوحة" لأن العمل لأن العمل فيها يتم بكامل الفعاليات الداخلية من أجل إنتاج عمل فني، في حين بالاتصالات البصرية أو الإعلان، فأنا مضطر لممارسة فعل عقلاني دقيق جداً من أجل إيصال رسالة من جهة إلى عدد كبير من المستقبلين، وهذه آلية تتطلب دراسات تخص آلية حركة المجتمع، علم النفس الجمعي.. الخ زائد متطلبات كثيرة في المسرح تجربتي تتصل بعشق قديم لي، فمنذ طفولتي شاركت بإنجاز أعمال مسرحية، وفي أثناء دراستي الفنية بباريس اهتممت بالسينوغرافية المسرحية، وهذا ما يدفعني للتعامل مع المسرح من موقع أخر، وفي السنة القادمة، سأقوم بانجاز عمل مسرحي تشكيلي، وهو عبارة عن عرض مسرحي ليس فيه ممثلين تقليديين، إنما يقوم بهذا الدور المربع والخط والنقطة والدائرة.. الخ، وبين كافة هذه الفعاليات، يمكن أن يمارس الفنان لعبة فنية معينة، فكما تعلم ويعلم الجميع فإن الفن المعاصر لم يعد هو اللوحة والحامل، أو أن يحمل الفنان كمية من الألوان ويرسم ويصور بها، أو يعبر من خلال، إنما أصبح  الفن يعني جملة من الفعاليات يتاح من خلالها للفنان أن يعبّر عن جملة من القضايا الإنسانية المختلفة.
·        هل تعتقد أن توزع الفنان في أكثر من مجال، يمكن أن يؤثر على إنتاجه سلباً أم إيجاباً؟
في الحقيقة هذه النقطة لها مشكلاتها ممكن القول بتوزيع مرحلي، وممكن القول توزع مخلوط، فإذا توزعت مثلا في نفس الفترة "خلال شهر على سبيل المثال" بين الرسم والتصوير والتصميم وأعمال الديكور، فأنا أرى أنه لا بد أن يختلط علي الأمر، أما إذا استسلمت لمرحلة تجريب في التصوير، وقدرت على ضبط إيقاعاتي في تجربتي، فهذا يعني أنني قادر على ممارسة فعل التصوير بكافة إمكاناتي الحقيقية، بينما مثلاً، الآلية نفسها بالإمكان أن تحدث في المسرح، فأنا عندما أعمل في المسرح أنسى تماماً التصوير، وأتعامل مع آلية جديدة تماماً، فهنا يوجد ممثل ومخرج وممثلين، هنا دوري ينحصر بمساعدة الممثل على أن يظهر بشكل أو بتعبير آخر، مساعدة تعبيره على الظهور بعمق وبشكل محدد، لأن الإضاءة والأشكال تمارس دوراً بصرياً غاية في الأهمية، فالعملية تتطلب هنا جهداً خاصاً، وبرأيي هذه المسألة يعرفها العديد من خلال تجاربهم الشخصية، فمثلاً الخطاط الذي يمارس في نفس أفعال أخرى، إذا ترك الخط فترة وعاد لممارسته، عليه أن يتدرب طويلاً قبل الشروع بفعل التخطيط مرة ثانية، لأن عضلاته يشعر بها متعبة، ولن تعود إلى وضعها السابق إلا بالحركة وممارسة الفعل مرة ثانية، نفس الآلية على الصعيد الذهني، يمكن أن تحدث، فالإنسان المطالب بكمية كبيرة من التركيز في عمله لمرحلة، فعندما يحصل على الإيقاع المطلوب، يمكنه العودة لممارسة فعل الرسم، وأنا شخصياً ضد أن أعود مساءً إلى البيت وأقوم بالرسم، إذ لابد لي من أن أجد إيقاعي القديم أولاً ومن ثم الرسم، أسوق على هذا مثال، فيمكن أن أكون متواجداً في مرسمي أو بيتي وأمارس الرسم، فإذا رن جرس الهاتف، وجاءني عبر الهاتف صوت إنسان أحبه، فإنه من المؤكد أن إيقاع داخليتي سوف يتغير، وبالتالي سيؤثر ذلك وبشكل مباشر، على العمل الفني الذي أنا بصدد إنجازه، لذلك فأنا أتحاشى دائماً وأنا أقوم بفعل الرسم، والسماع إلى الموسيقى لأنها بالإمكان التأثير على إيقاعي الداخلي وإيقاع يدي، وبالتالي فأنا أحيط نفسي عندما أرسم، بالصمت المطلق، وفي الوقت نفسه أحاول استبعاد العقل لأن ممارسته دائماً شديدة، بمعنى أنه بالإمكان أن يحرمني العقل فرصة تقديم الشيء الذي أريد، فالعقل في غالب الأحيان، خوّان،إذ أنه قد يهمس لك وأنت في منتصف إنجاز عملك الفني قائلاً: هذا الجزء من عملك، له علاقة بالفنان جوياً وهذا الجزء له علاقة "بفاتح المدرس" وهذا "بنذير نبعة" وهكذا يقوم بتوريطك إلى الحد الذي قد يدفعك لإلغاء كل ما أنجزته، من هنا يجب استبعاد العقل ثم إحضاره فيما بعد، أي بعد أن يتم إنجاز العمل وأخذ رأيه فيه!!.
        في هذه المرحلة، وبغض النظر عن رأي العقل في عملي، سلباً كان أم إيجاباً، يكون العمل قد أنجز، أما ملاحظاته فيمكن تفاديها في اللوحة القادمة، على هذا الأساس فمعارضي ضنين بها لأسباب عدة منها، أني أقوم بإنجاز كمية من الأعمال يشارك فيها الإيقاع والذهنية الواحدة والبحث الواحد، بمعنى آخر: أنا حريص على أن تنضج لأتمكن من رؤيتها بشكلها الحقيقي!!